مستفاد من:
فضل الصيام / الشيخ علي بن يحيى الحدادي
فالمقصود
أنَّ الأصل في الصَّوم، وفي الأعمال الصَّالحة من صلاة وصدقة وعمرة وحج وغير ذلك من
الأعمال الصَّالحة، أنَّ التَّكفير إنَّما يحصل فيها للصَّغائر دون الكبائر،
ومع ذلك
فإنَّه لا يمتنع أن من الأعمال الصَّالحة ما يحصل به تكفير الذُّنوب جميعها، ولو كانت
كبيرة،
فقد يتفضَّل -عزَّ وجلّ- على بعض عباده فيكِّفر عنهم جميع ذنوبهم، يغفر لهم
جميع ذنوبهم بسبب عمل صالح تقرَّبوا به إلى الله -عزَّ وجلّ- نتج عن إيمانٍ عظيم، عن
إخلاصٍ عظيم، عن تذلل لله -عزَّ وجل-
فيثيب الله -عزَّ وجل- ويتفضل عليه فيكفِّر بذلك
العمل الواحد جميع سيئات عبده، كبيرها وصغيرها.
وهذا كما حصل لأهل بدر فإنَّ الله
-عزَّ وجل- اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، قال النَّبي -صلَّى
الله عليه وسلَّم- لعمر في حديث قصة حاطب: ((وَمَا يُدْرِيكَ يَا عُمَرُ لَعَلَّ اللهَ
اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)).
ولمَّا تقرَّب عثمان -رضي الله عنه وأرضاه- في تجهيز جيش العسرة، ماذا قال النبي -صلَّى
الله عليه وسلَّم-؟ قال: ((مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا فَعَلَ بَعْدَ الْيَوْمِ)).
فإذًا
هناك من الأعمال الصَّالحة ما قد يكفِّر الله -عزَّ وجل- به جميع ذنوب عباده،
كما أيضًا
جاء في حديث المرأة البغي من بني إسرائيل التي سقت كلبًا، فشكر الله لها فغفر لها،
كذلك الرَّجل من بني إسرائيل الذي أخَّر شوكًا عن طريق النَّاس، فغفر الله -عزَّ وجلّ-
له بذلك العمل جميع ذنوبه وسيئاته وأدخله به الجنَّة.
http://ar.miraath.net/fawaid/11772