الخميس، 9 أكتوبر 2014

هل كل من أجتهد وأخطأ فله أجر



قال: فلان اجتهد وأخطأ ، فله أجر وفاته أجر.

قلت: فلان ليس من أهل العلم دع عنك أن يكون من أهل الاجتهاد؛ فإن للاجتهاد شروطاً، لم يدركها و لم يعرفها، ذكرت في كتب الأصول، فكيف تعطيه حكم الحاكم المجتهد؟!

هذا الذي تقول أنه اجتهد؛ آثم بكلامه في شرع الله، آثم في خوضه فيما لا علم له فيه، وأخشى أن يكون داخلاً في المفترين على الله الكذب.

قال تبارك وتعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33).

فما كل أحد يصح أن يقال عنه مجتهد، و لا كل أحد يأخذ حكم المجتهد!

فعليه التوبة والندم، والله يصلح الحال!
منقول :
من صفحة الشيخ محمد بازمول
---------------------------


المطالبة بالدليل من الأمور التي على طالب العلم أن يعود نفسه عليها، ويستدل لذلك بأن هذا من طلب العلم، وأنه من تحقيق أن الاتباع إنما هو للشرع،

وفي حديث ضمام بن ثعلبة قال لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ».

قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ».

قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ».

قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ»

ووجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقره على تثبته وتشديده في المسألة، وهي في حكم طلب الدليل.

لكن أنبه على الأمور التالية:

- الدليل تارة يكون آية محكمة أو سنة متبعة أو إجماعاً متحققاً، أو قياسا صحيحاً. بمعنى أن الدليل لا يكون في كل مرة من القرآن و لا في كل مرة من السنة و لا في كل مرة من الإجماع ولافي كل مرة من القياس.

- أن العامي الذي لا يفهم الدليل لا مانع أن يسأل عنه، لكن لأنه لا يفهمه و لا يدركه فإن الواجب في حقه هو الرجوع إلى اهل العلم بالكتاب والسنة وسؤالهم قال جل وعلا: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (النحل:43).

- أن الدليل قد يكون نقليا، وقد يكون عقليا.

- أن الدليل قد يكون مركباً، وبعض الناس يريد دليلا مفصلاً على المسألة، وليس كذلك الحال في كل مسألة، إذ دليل بعض المسائل يتركب أحياناً من آية وحديث يستنبط منهما الحكم استنباطاً، فلا تدل الآية فيها بمفردها و لا الحديث يدل فيها بمفردها. في مثل هذا النوع لا يتسطيع العالم في كل حال بيان الدليل عند من لا يحسن ذلك.

- أن وضوح وجه الاستدلال ليس سواء لكل أحد أ في كل مسألة. إذ مما خلق الله جل وعلا عليه الناس أنهم يتفاوتون في فهمهم وعلمهم وإدراكهم، والله اعلم.


منقول :
من صفحة الشيخ محمد بازمول