الثلاثاء، 3 أبريل 2012

هل يصح التفريق بين العقيدة والمنهج وهل من يفرق ويصر؛ يكون من أهل السنة والجماعة؟للشيخ عبد الله البخاري حفظه الله





بسم الله الرحمن الرحيم

من شريط ( استمرار الصراع بين الحق والباطل ) للشيخ عبد الله عبد الرحيم البخاري حفظه الله/ الدقيقة 44:7 يقول السائل
س / هل يصح التفريق بين العقيدة والمنهج وهل من يفرق ويصر يكون من أهل السنة والجماعة؟
ج / على كل حال؛ أنا أقول: الذي يقول كلمة التوحيد ! أنا أسأل؛ كلمة التوحيد مماذا؟ من شقين ( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ، أليس كذلك! ما التفرقة هذه؟ يعني من يقول بأنه سلفي العقيدة إخواني المنهج أو ..الخ كيف هذا التفريق؟

أقول: صحة الإعتقاد تستلزم لزوماً أكيداً وواجباً صحة المنهج، ما يمكن! لمَّ تقول أنت في سورة الفاتحة " اهدنا الصراط المستقيم " تطلب من الله ان يهديك الصراط المستقيم؛ هل هذا الطلب فقط في باب العقيدة دون المنهج، هذا الطلب تطلبه منه عز وجل أن يهديك إلىه في العقيدة فقط ما تريد المنهج؟ مايصير! ولهذا ماذا فهم السلف من هذه الآية في تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله بإسناد حسن ؛ أن رجلا جاء إلى الإمام أبا العالية الرياحي التابعي قال له يا إمام: ما الصراط المستقيم في قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم " قال: الصراط المستقيم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده أبو بكر وعمر، فذهب الرجل إلى الحسن البصري ، قال له يا إمام أبو العالية يقول: الصراط المستقيم هو كذا وكذا وكذا ما رأيك في هذا الكلام ؟ قال: صدق ونصح ( أي صدقك فيما قال ونصح لك ) تريد أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم إذاً الزم سنة رسول اللهه عقيدةً ومهجاً وسلوكاً ومعاملةً وكل شيء.

الزم طريقة رسول الله وأصحابه من بعده وعلى رأسهم الشيخان ( أبا بكر وعمر ) ولهذا قال ابن قيم في بدائع الفوائد المسألة العشرون ( ما الصراط المستقيم ؟) قال: اختلفت عبارات الناس وتنوعت فيه وترجع إلى أمرٍ واحد هو طريق الله الذي نصبه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام وأن يجرد الإنسان التوحيد لله وأن يجرد المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، يعني وحد المُرْسِل، ووحد المُرْسَل هذا هو، أما وإنسان يقول أنا عقيدتي سلفية ومنهجي خلفي؛ لا والله ما هو سلفي وليس على السنة واضح! يعني انهه فرق بين المتماثلات، كلمة التوحيد هذه الكلمة العظيمة جمعت الخير كله ونهت عن الباطل كله فيها تقرير للحق وفيها ردٌ على الباطل وأهله ، ولهذا قلت ولا زلت اقول أن ما جاءت به الرسل عليهم السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم دعوات قائمة على أمرين : على بيان الحق للخلق، والرد على الباطل وأهله، انظر كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله) لا إله _ نفي الألوهية عن غير الله _ مع أن الألهة كثير،ولكن لا إله حقٌ يستحق أن يعبد إلا الله، فـ ( لا إله ) ردٌ على الباطل كله وأهله ونفي للألهة المزعومة، ( إلا الله ) إثبات للحق وهي ألوهية الله وأنه لا يستحق أحدٌ أن يعبد إلا هو جل وعلا ، ( ,أشهد أن محمداً رسول الله ) أيضاً فيها بيان للحق وردٌ على الباطل ، ما هو الحق ؟ الحق إثبات رسالة النبي عليه الصلاة والسلام وأنه رسولٌ من عند الله ، تضمنت الرد على المبطلين الذين ألهوه ويعبدونه ويدعونه.. سيدي أبا البتول أغثني ، يامن ترى ما حوى الضمير وتسمع .....إلى غير ذلك ألهوه من دون الله يستغيثونه وآخرون سلبوه حق الرسالة قالو إيش الرسالة والنبي محمد؟ ( عليه الصلاة والسلام ) أبداً! النبوة هي كل خلق جميل ..، سلبوه وغلوا فيه والعياذ بالله، فهذا فيه إثبات للحق ورد على للمبطلين جميعاً واضح ! إذن لا تفرق بين المتماثلات . نعم


للاستماع إلى المحاضرة من هذا الرابط
http://elbukhari.com/index.php?page=lecture&action=lec&lec=133


المصدر
--

رد العلامة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - على من أباح الأناشيد



رد العلامة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - على من أباح الأناشيد
بسم الله الرحمن الرحيم

  قال بقية السلف الشيخ العلامة صالح الفوزان - حفظه الله و رعاه - في كتابه "البيان لأخطاء بعض الكتاب " الصفحة341 .
ما نصه :
كنتُ قد عقبت على ما كتبتْـه الأخت تغريد العبد العزيز في " مجلة الدعوة" من الثناء على ما سمته بالأناشيد الإسلامية ، ومطالبتها المراكز الصيفية بالإكثار من إنتاجها ، فبينت لها أن هذا الثناء في غير محله ، وأن هذا الطلب غير وجهيه ، وأن الأولى بها أن تطالب بالعناية بالكتاب والسنة ، وتعليم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية ، فانبرى بعض الأخوان- وهو الأخ أحمد عبد العزيز الحليبي سامحه الله – ينتصر لها لهذه الأناشيد ويدعي أنها شيء طيب ، وعمل جميل ويستدل لإثبات دعواه بأمور هي:
أولاً: أن هذه الأناشيد تلحق بالحداء الذي رخص فيه الشارع ، وكذلك تلحق بالارتجاز الذي رخص فيه النبي عليه الصلاة والسلام عند مزاولة الأعمال الشاقة.
ثانياً: أن العلماء ، كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم وابن الجوزي وابن حجر الهيثمي، نصوا على جواز الحداء ، والارتجاز وسماع الشعر الذي فيه الثناء على الله ورسوله ودينه وكتابه والرد على أعداء الله وهجاؤهم . والنشيد الإسلامي – كما يسميه – لا يخرج عن هذه المعاني ، فهو شعرٌ ملتزم بالأدب الإسلامي ، يرفع بصوت حسن.
ثالثاً: تسمية الأناشيد بالإسلامية لا تعني المشروعية والابتداع في الدين ، وإنما هو وصفٌ وتوضيحٌ وتمييزٌ عن غيرها من الأناشيد والأهازيج المحرمة وهو من المصطلحات الحديثة ، مثل الحضارة الإسلامية ، والعمارة الإسلامية.
رابعاً: فرق الكاتب بين هذه الأناشيد التي سماها إسلامية وبين الصوفية التي تعد من البدع في الدين من وجهين:
الأول :أنهم أضفوا على أناشيدهم صفة القربة والطاعة.
والثاني: أن سماعهم لا يخلو من الآلة التي تقرن بتلحين الغناء.
هذا حاصل ما كتبه أخونا أحمد في تسويغه ما سماه بالأناشيد الإسلامية.
وجوابنا من وجوه:
الوجه الأول: أن هناك فروقاً واضحة بين ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية وبين ما رخص فيه الشارع من الحداء في السفر والارتجاز عند مزاولة الأعمال الشاقة، وإنشاد الأشعار التي فيها مدح الإسلام ، وذم الكفر وهجاء المشركين ، مع وجود هذه الفروق لا يصح إلحاق هذه الأناشيد بتلك الأشياء.
والفروق كما يلي:
1-
الحداء في السفر ، والارتجاز عند الضجر ، وإنشاء الشعر المشتمل على مدح ا لإسلام وذم الكفر وهجاء الكفار لا يسمى نشيدا إسلامياً – كما تسمون نشيدكم بذلك ، وإنما يسمى نشيداً عربيا.إذاً فبينهما فرق من جهة التسمية والحقيقة.
2-
أن الحداء أنما يباح في السفر لأجل الحاجة إليه في السير في الليل ، لطرد النعاس ، واهتداء الإبل إلى الطريق بصوت الحادي ، وكذا الارتجاز عند مزاولة الأعمال الشاقة ، كالبناء ونحوه، أُبيح للحاجة بصفة مؤقتة ، وبأصوات فردية لا أصوات جماعية.
وما تسمونه بالأناشيد الإسلامية يختلف عن ذلك تماماً ، فهو يفعل في غير الأحوال التي يفعل فيها النوع الأول ، وبنظام خاص وأصوات جماعية منغمة وربما تكون أصوات فاتنة ، كأصوات المردان و حدثاء الأسنان من البنين والبنات ، والأصل في الغناء التحريم ، إلا ما وردت الرخصة فيه.
3-
أن الحداء والارتجاز وإنشاء الشعر الذي جاء الدليل بالترخيص فيه بقدر معين وحالة معينة لا يأخذ كثيراً من وقت المسلم ، ولا يشغله عن ذكر الله ، ولا يزاحم ما هو أهم.
أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية ، فقد أعطي أكثر مما يستحق من الوقت والجهد والتنظيم ، حتى أصبح فناً من الفنون يحتل مكاناً من المناهج الدراسية والنشاط المدرسي ، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع ، حتى ملأ غالب البيوت ، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات حتى شغل كثيراً من وقتهم ، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم والسنة النبوية والمحاضرات والدروس العلمية المفيدة.
فأين هذا من ذاك ؟
ومعلوم أن ما شغل عن الخير ، فهو محرم وشر.

الوجه الثاني : أن محاولة تسويغ تسمية هذه الأناشيد بالأناشيد الإسلامية محاولة فاشلة ، لأن تسميتها بذلك يعطيها صبغة الشرعية ، وحينئذ نضيف إلى الإسلام ما ليس منه.
وقول أخينا أحمد :" إن هذه التسمية لأجل التمييز بينها وبين الأناشيد والأهازيج المحرمة " قول غير صحيح، لأنه يمكن التمييز بينها بأن يقال : الأناشيد المباحة، بدلاً من الأناشيد الإسلامية ، كغيرها من الأشياء التي يقال فيها : هذا مباح ، وهذا محرم ولا يقال هذا إسلامي ، وهذا غير إسلامي، ولأن تسميتها بالأناشيد الإسلامية تسمية تلتبس على الجهال ، حتى يظنوها من الدين ، وأن في استماعها أجراً وقربة.
وقول الأخ أحمد" إن هذه التسمية من المصطلحات الحديثة ، مثل الحضارة الإسلامية ، والعمارة الإسلامية"
نقول له : النسبة إلى الإسلام ليست من الأمور الاصطلاحية ، وإنما هي من الأمور التوقيفية، التي تعتمد على النص من الشارع ، ولم يأت نص من الشارع بتسمية شيء من هذه الأمور إسلامياً ، فيجب إبقاء الشعر على اسمه الأصلي ، فيقال: الشعر العربي ، والأناشيد العربية ، وأما تسمية العمارة والحضارة بالإسلامية ، فهي تسمية الجهال ، فلا عبرة بها ، ولا دليل فيها.

الوجه الثالث: أن تفريق الأخ أحمد بين ما يسميه بالأناشيد الإسلامية وبين أناشيد الصوفية تفريقٌ لا وجه له ، لأن بإمكان الصوفية أن يدعوا في أناشيدهم ما تدعونه في أناشيدكم من الفائدة ، والترغيب في الخير، والتنشيط على العبادة والذكر ، فكما أنكم تدعون أن في أناشيدكم الحث على الجهاد ، وأنها كلام طيب بصوت حسن ، وفيها مدح الإسلام وذم الكفر... إلى غير ذلك، فيمكنهم أن يقولوا مثل ذلك في أناشيدهم.
وقولكم:" إن أنا شيد الصوفية لا تخلو من الآلة التي تقرن بتلحين الغناء" .
هذا فارق مؤقت ، فربما يأتي تطوير جديد لأناشيدكم يدخل فيه استعمال الآلة فيها، وتسمى موسيقى إسلامية ، أو دف إسلامي، ويزول الفارق عند ذلك ، كما ورد أنه في آخر الزمان تُغير أسماء بعض المحرمات ، وتستباح ، كاسم الخمر ، واسم الربا... وغير ذلك. فالواجب على المسلمين سد هذه الأبواب ، والتنبيه، والتنبيه للمفاسد الراجحة والوسائل التي تفضي إلى الحرام، والتنبيه كذلك لدسائس الأعداء في الأناشيد وغيرها.
ونحن لا ننكر إباحة إنشاد النزيه وحفظه ، ولكن الذي ننكره ما يلي:
1-
ننكر تسميته نشيداً إسلامياً.
2-
ننكر التوسع فيه حتى يصل إلى مزاحمة ما هو أنفع منه.
3-
ننكر أن يجعل ضمن البرامج الدينية ، أو يكون بأصوات جماعية ، أو أصوات فاتنة.
4-
ننكر القيام بتسجيله وعرضه للبيع، لأن هذا وسيلة لشغل الناس به. ووسيلة لدخول بدع الصوفية على المسلمين من طريقة، أو وسيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية والحزبية عن طريقه أيضاً.
وأخيراً ، نسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين لما هو أصلح وأنفع لدينهم ودنياهم ، نقول ما قاله الإمام مالك بن أنس رحمه الله:
"
لا يصلح آخر هذه الأمة إلى بما صلح به أو لها"وذلك بإتباع الكتاب والسنة ، والاعتصام بهما ، لا بالأناشيد والأهازيج والترانيم.