الاثنين، 17 ديسمبر 2012

«الشَّهادة لشخص بأنَّهُ من أهل السُّنَّة تحتاج إلى تثبت!»



«الشَّهادة لشخص
بأنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة تحتاج إلى تثبّت!»


قالَ الإمام أبو محمَّد الحسن بن عليّ بن خلف البربهاريّ (ت: 329هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ- في كتابه "شرح السُّنَّة": «ولا يحل لرجل أنْ يقول: فلان صاحب سُنَّة حتَّى يعلم أنَّهُ قد اِجْتمعت فيه خصال السُّنَّة، فلا يُقال له صاحب سُنَّة حتَّى تجتمع فيه السُّنَّة كلّها».اهـ.

قالَ الإمام المجاهد/ ربيع بن هادي المدخلي -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ- في كتابه "عون الباري" (2/ 924، 925) في شرحه: «يعني: لا تشهد لإنسان أنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة إلاَّ إذا عرفت أنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة، وأنَّهُ اِسْتوفى أصول أهل السُّنَّة. ويُريد أنَّ مَنْ أخلَّ بأصل مِنْ أصول السُّنَّة فليس منهم، ومنها اِحْترام الصَّحابة وإكرامهم، فمَنْ نالَ مِن الصَّحابة فليس مِنْ أهل السُّنَّة، ومَنْ أبغضهم أو عاداهم أو كفَّرهم والعياذ بالله؛ لا يفعل هذا إلاَّ ضال مغرق في الضَّلال، أو زنديق، والعياذ بالله.

والحاصل: أنَّ الشَّهادة لشخص بأنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة تحتاج إلى تثبّت، قالَ تَعَالَى: ﴿إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿سورة الزُّخرف: 86﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿سورة الإسراء: 36﴾.

ومع الأسف فهناك أناس يشهدون لأناس بأنَّهم من أهل السُّنَّة؛ رغم ضلوعهم في البدع الكُبرى الواضحة كالشَّمس، وهذا العمل مِن الأدلَّة على غربة السُّنَّة وأهلها».اهـ. 

([«عون الباريّ ببيان ما تضمنّه شرح السُّنَّة للإمام البربهاريّ» / (2/ 924، 925)])

--
http://alathariyah.blogspot.com/2012/12/blog-post_16.html
الطريق واحد
************************

الذي يُؤخذ عنه العلم:"لابدّ أن ينصُّوا أنه سلفي وأنه ممّن يُؤخذ منه العلم..وأنّه صالح للتدريس.."



الذي يُؤخذ عنه العلم:
"لابدّ أن ينصُّوا أنه سلفي وأنه ممّن يُؤخذ منه العلم..وأنّه صالح للتدريس.."

الشّيخ السّعدي –رحمه الله تعالى- جاوزت مُؤلّفاته أكثر من خمسين كتابًا ومن أشهرها التّفسير:"تيسير الكريم المنّان"؛ ومنها هذا الكتاب:"منهاج السّالكين"؛ ومنها أيضًا كتبه في:"شرح كتاب التّوحيد"؛ وكتبه في العقيدة؛ و"منظومة القواعد الفقهيّة"؛ وكتبه في الأصول وفي علوم القرآن، ألّف كُتبًا كثيرة نافعة سهلة مُيسّرة –رحمهُ اللهُ تعالى-؛ منها قالوا:"القواعد الحسان في تفسير القرآن" ومنها:"القول السّديد في مقاصد التّوحيد" ومنها هذا الكتاب الذي سنتدارسه:"منهاج السّالكين في الفقه في الدِّين".

أثنى عليه علماءُ عصرِه ونصُّوا على أنّه أهلٌ للتّدريس وأنّه صاحب سُنّة وعقيدة سلفيّة، وهُنا تنبيه وهذا التّنبيه:

لا يكفي لأخذِ العلم عن شخص أن يقُول القائل: والله ذكره الشّيخ الفلاني السّلفي؛ أثنى عليه الشّيخ الفلاني السّلفي، هُناك ثناء عامّ فلان رجل صالح فلان أخونا فلان من السّلفيِّين؛ طيّب هل هذه التّزكية خاصّة في كونِهِ صالحًا للتّدريس ولأخذ العِلم منه؟ الجواب: لا؛ لابُدّ أن ينصّوا على أنّ فُلانًا ممّن يُؤخذ منه العلم، ومن هُنا حصلت كثير من المشاكل في بعض الدّول التي فيها شباب سلفيُّون فيَلْتَفُّون حولَ شخص وهذا الشّخص قد يكون مُتعالمًا قد يكون جاهلاً قد يكون صاحب منهج فاسد لم يعرِفه العُلماء إنّما قالوا: فلان طيّب نراه مع السّلفيِّين؛ طيّب التفُّوا حوله الشّباب وطلبوا عندَهُ العلم على أيّ أساس؟على هذه الكلمات؟خطأ، لابُدّ أن ينصُّوا أنّه سلفيّ وأنّه ممّن يُؤخذ منه العِلم وأنّه ممّن يُستفاد منه وأنّه صالحٌ للتّدريس لابُدّ من هذا التّنصيص.

الشّافعي –رحمهُ الله تعالى- أو غيره من أهل العِلم –أظنّ الشّافعي- يقول:(ما تصدّرت حتّى شهد لي سبعون من العلماء بالعِلم والفتوى والتّدريس) سبعون! الآن مُجرّد أنّ الشّيخ أثنى عليه طلّعها في الموقعونشرها بين الشّبابوكتب كتاب وحطّه في المُقدِّمة وعند الشّباب الشّيخ قال عنِّي كذا! واحد عالِم قالها عابرة، وأحيانًا يكون من باب التّأليف؛ أخونا سلفي ما شاء الله؛ يبغي يؤلّفه (انقطاع من المصدر).

وأيضًا من الخطأ في هذا الباب أن يُؤخذ عن من هبَّ ودبَّ ويُغترّ بمثل هذه الكلمات.اهـ (1)


http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=31405#.UM9ZtuRJ7_E



وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
02 /
صفر / 1434هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ: أحمد بن عمر بازمول -حفظه الله- لـ:"منهاج السّالكين للسّعدي" / الدّرس الأوّل / والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

فقد بلونا ووجدنا الشباب السلفي ينخدع ببعض المفتونين

قال الشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول
--
حفظه الله --
هي أن الرجوع عن الباطل إلى الحق منقبة وميزة وأمر يدل على الإخلاص وإرادة الخير كما أن الإصرار على الباطل سوء وعار وشر على صاحبه وقد يسقطه عند العلماء فلابد من معرفة هذا الأمر ، لابد من معرفة أن الرجوع عن الباطل إلى الحق أمر واجب ومعرفة أن الإصرار على الباطل أمر محرم وإذا عرف وعلم الشباب السلفي هذه القاعدة لابد أن ننبههم أيضا على علامات من لا يريد الحق وإن كان يظهر أنه مريد للحق ، فقد بلونا ووجدنا الشباب السلفي ينخدع ببعض المفتونين حينما يظهر أنه يتراجع عن الباطل إلى الحق ولكن هو في حقيقة أمره مصر على باطله ويخدع الشباب فيظن بعض الشباب السلفي به الخير .

فمن هذه العلامات هو :
التماس أخطاء العلماء فإذا بين له العلماء الخطأ وردوا عليه كان الواجب عليه أن يقول سمعا وطاعة للحق فيرجع إليه بينما من لا يريد الحق يقول نعم هذا الأمر وقع فيه فلان وفلان فأنا لست مخطئا بمفردي أو لأم أخطئ هذا الأمر وقع فيه فلان وفلان من العلماء ،ليس هذا ديدن السلفي وليس هذا شأن السلفي وإنما شأن السلفي إذا ظهر له الحق أن يرجع إليه وإذا ظهر له الباطل أن يتبرأ منه ، فكان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا أفتوا بخلاف الحق وظهر لهم أنهم أفتوا بخلاف الحق ......... فبعض المفتونين لا يتراجع عن الحق بل يتتبع زلات العلماء ويستدل بها فهذه علامة على عدم إرادته للحق وقبوله له.

ومن العلامات عدم التسليم بالخطأ :
يكون خطؤه ظاهرا ويرده العلماء ثم يتنحل أنا أردت كذا أنت لم تفهم كذا ، الثقات لم ينقلوا كذا مع أن الخطأ من كلامه وبصوته أو في كتابته وهو خطأ ظاهر فيتنحل مرة ينفيه ومرة لم يفهموا معنى كلامه ومرة لم يقله ومرة أراد المعنى الفلاني ، فهذه المواقف تدل على أن هذا الشخص لا يريد الحق ولا يرجع إلى الحق بل هو مصر على باطله .

من هذه العلامات :
التماس الأعذار واتهام الآخرين بحب تتبع العورات والزلات والطعن في العلماء فتجد بعض هؤلاء المفتونين إذا بين له الحق يقول لك يا أخي لماذا تكون كالذباب لا تقع إلا على الخطأ سبحان الله ، الآن يبينون لك الخطأ ، الواجب تفرح أنك لم تمت ولم تتراجع عنه فتقول لهم جزاكم الله خيرا هذا الخطأ أنا أتراجع عنه وهذا الحق أنا أقول به كان الأئمة يعلمون ويربون الشباب على لزوم الحق ، قال الشافعي وغيره : إذا وجدتم كلامي يخالف الحق فاضربوا بكلامي عرض الحائط وخذوا بالقرآن والسنة هكذا كانوا يربون الشباب أما بعض هؤلاء المفتونين يربون الشباب على التنحل من التسليم للحق وعلى المجادلة والمراوغة والتماس المخارج لكي لا يظهروا بمظهر الخطأ ثم ناهيك عن اتهام العلماء وطلبة العلم الذين هم تأهلوا في العلم الشرعي عن اتهامهم بأنهم أهل تصيد وأهل تتبع للعورات ولا شك أن هذا من منهج الإخوان المسلمين ومن منهج الحزبيين ومن منهج أهل الأهواء الذين ليسوا على المنهج الحق وهذا الأمر وهذا المنهج يقودنا إلى التنبيه إلى أمر دقيق لابد أن نتفطن له ، هذا الأمر الدقيق ما هو ؟ .
هو أن تعلم يا عبد الله أن الدين الإسلامي تلقاه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه التابعون عن الصحابة وهكذا انتقل جيلا بعد جيل ولكن الدين لم ينتقل علما فقط بل انتقل علما وأدبا وطريقة وسلوكا ، بعض الناس المفتونين تجد أن عنده من العلم الشيء الذي يذكر ولكن ما عنده الطريقة والأدب والسلوك والخشية التي كانت عند السلف ، هؤلاء المفتونون هم الذين لا يقبلون الحق لذلك العلماء قالوا لا تسأل عن الأعلم فقط ولكن اسأل عن الأعلم والأتقى والأورع لماذا لأنه يخاف الله أن يضلك أو أن يفتنك أما هؤلاء الذين فتنوا أنفسهم فهم يخافون أن يفتضحوا عندك فيلتمسوا لأنفسهم الأعذار حتى ولو كان في سبيل تقرير الباطل ويصورونه في صورة الحق فينخدع الشباب ؛ لذلك ينبغي التفطن لهذا الأمر العلم دين ، العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء أهل علم وتقوى خشية لله عز وجل لذلك النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول ؟ قال : أما إني اعلم بالله وأخشاكم له وأتقاكم له 
ما قال إني أعلمكم بالله وسكت وإنما قال أعلمكم وأتقاكم وأخشاكم والله عز وجل قال:" إنما يخشى الله من عباده العلماء "
وابن مسعود رضي الله عنه يقول : أول ما يرفع من العلم الخشية

الخشية ما هي ؟ 
الخشية هي العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل
الخشية ما هي ؟
هي أن تتقي الله عز وجل أن تحذر عقابه أن تخاف أن تكون مخالفا لأمره ، مراقبة ، محاسبة ، استعدادا للرحيل لا تكثيرا للشباب وجمعا للأموال وافتخارا بالنفس وسجعا في الكلام وتضييعا للشباب هذا لعب من الشيطان بهم نسأل الله السلامة .
لذلك الشباب السلفي حينما ينخدع بمثل هؤلاء إنما كان سبب انخداعهم هو أنهم ظنوا أن الدين هو مجرد العلم وهذا خطأ وأن العالم هو من عنده العلم وهذا خطأ عظيم ، لابد أن يكون العالم مع علمه تقيا ورعا يخاف الله متمسكا بالسنة لا يصر على الباطل يرجع إلى الحق .
كان يزيد بن هارون وهو شيخ ابن أبي شيبة كان إذا أخطأ في رواية الحديث يأتي ثاني يوم في مجلسه وكان مجلسا عظيما فيه آلاف من طلاب الحديث يقول في أوله أخطأ يزيد بن هارون في كذا وكذا والصواب كذا وكذا ، هؤلاء علماء كانوا يخشون الله عز وجل ، فأقول بارك الله فيكم إننا نجد بعض الشباب السلفيين حينما يفرق عن العلماء إنما يكون بسبب انخداعه بأمثال هؤلاء الذين حوت صدورهم علما وخوت من الخشية والتقوى والورع من الله عز وجل لذلك لا تستغرب يا أخي إذا وجدت في بعض المواقع والتي تنتمي إلى المنهج السلفي اسما وتخالفه حقيقة ورسما لا تتعجب طعنها في العلماء السلفيين ورميها للعلماء أنهم أهل فرقة وظلم ومنهج إقصاء أو مرجئة العصر أو أنهم علماء يعني أهل منهج إقصاء ودكتاتورية ونحو ذلك من العبارات التي لم يتلفظ بها عامة الناس فضلا أن يتلفظ بها أناس يدعون أنهم دعاة إلى الله فلا شك ولا ريب أن أمثال هؤلاء ممن حوت صدورهم علما وخوت من الخشية والتقوى وخالفوا الحق لا شك أنهم دعاة ولكنهم دعاة على أبواب جهنم ؛ فلذلك هذه المسألة في نظري مهمة جدا ودقيقة قل من يتنبه لها من طلاب العلم ومن السلفيين عموما ، العلم والعالم ليس مجرد من عنده علم بل لابد من العلم والتقوى والورع والسنة فكم من شخص تجده يبكي إذا تكلم وكم من شخص تجده يكتب الرسائل والمؤلفات الكثيرة في الظاهر ينصح ويدعو إلى دين الله ولكن في حقيقة أمره وفي واقعه هو مخالف لمنهج السلف ومخالف قوله عمله ، فينبغي التنبه لهذا.


المصدر:- كلمة ألقاها شيخنا الدكتور أحمد بازمول حفظه الله تعالى في غرفة الإمام الآجري يوم 9 /11 /31هـ